شهد المنتدى الشعبي لشعراء المنطقة الشرقية مؤخراً تغيّراً في إدارته دون إشعار مسبق لرئيس ونائب وأعضاء المنتدى، حيث تعدّ هذه السابقة الأولى منذ تأسيس المنتدى عام 1412هـ بأن يرشح رئيساً للمنتدى الشعبي لشعراء المنطقة دون أن يكون احد أعضائه.
وقد استنكر الشاعر ضاوي العصيمي رئيس المنتدى الشعبي السابق في تصريح لـ (في وهجير) ما حدث من جمعية الثقافة والفنون مؤخراً، حيث قال: أثار استغرابي كغيري من شعراء المنطقة الشرقية ما صدر مؤخرا من تصرّفات وتعيينات غير مدروسة فاجأت بها جمعية الثقافة والفنون الجميع، حيث تعارف شعراء المنطقة الشرقية على الحق في اختيار رئيس المنتدى الشعبي وترشيح من يرونه مناسباً ويتفق عليه الجميع أو الأغلبية، وهذا مبدأ أنشئ عليه المنتدى وكان السبب الرئيسي في استمراره وبقائه, وكان مديرو فرع الجمعية بالدمام السابقون يتفهّمون خصوصية الشعر والمنتدى فيمنحون الحرية للشعراء لاختيار الأنسب والقادر على مواصلة المسير والتقدّم.
ويعلم الجميع بأن رئاسة مجالس الشعراء والإشراف على أنشطة الشعر ليست بالمسألة السهلة, فهي تحتاج إلى تضحية وصبر وحكمة وانحياز للشعر فقط. ومن يسعَ لرئاسة المنتدى بحثاً عن الشهرة والمجد الشخصي فلن يفيد المنتدى والشعراء بشيء نهائيا, فهو مشغول بإبراز نفسه وتقديمها، فكيف سيقدّم ويبرز غيره، يجب أن يكون رئيس منتدى الشعر صاحب رسالة وتضحية ولا يبحث عن أي سبيل للشهرة أو المصلحة الخاصة أبدا, كما يجب أن يكون شاعراً ومدركاً لخفايا الشعر وملماً بها, وهذا ما تميّز به المشرفون على المنتدى الشعبي طيلة السنوات الماضية وسر بقائه وتميزه، والكل يعلم بأن المنتدى الشعبي قدّم الكثير لشعراء المنطقة وما زال يقدم إلى هذه اللحظة, فهل يحكم عليه بالسقوط بعد صموده عشرين عاماً كانت حافلة بالانجازات والتميّز, وقد كان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية (حفظه الله) الفضل بعد الله في الوقوف مع المنتدى بالدعم المادي والمعنوي حتى وصل إلى ما وصل إليه، وكان لشعراء المنطقة المخلصين للموروث الشعبي مواقف مشرّفة مع منتداهم، وانجازات المنتدى منذ تأسيسه إلى اليوم لا تحصى فكان متواجداً في كل المناسبات الوطنية ومناسبات الأفراح والأعياد, وقد شارك في المهرجانات الصيفية السياحية التي تقام بالمنطقة وقدّم أمسيات كبيرة لكبار نجوم الساحة الشعرية، كما قدّم العديد والعديد للشعراء الشباب, ومن ابرز ما يقدّم للشباب الأمسيات والجلسات النقدية التي تعوّد الشاعر الشاب على مواجهة الجمهور، وكسر حاجز الرهبة وفن التعامل مع الميكرفون وتختصر عليه الطريق وتصحّح بعض الأخطاء الناتجة عن قلة الخبرة, وبالرغم من ممارسة الضغوط على المنتدى وأعضائه خاصة في الثلاث السنوات الأخيرة إلا أننا وقفنا بكل تضحية وإخلاص للموروث واستطعنا أن نتجاوز كل العوائق بجهود شعراء المنطقة الحريصين على الموروث.
وعن دعم جمعية الثقافة والفنون وموقعها من أنشطة المنتدى قال العصيمي: جمعية الثقافة والفنون تحدّد للمنتدى أمسيتين بالسنة ومبلغ ثلاثة آلاف ريال للأمسية الواحدة حيث يصرف هذا المبلغ على الدروع التذكارية واللوحات الدعائية وأحيانا ندفع نحن أعضاء المنتدى أضعاف هذا المبلغ من اجل الظهور أمام ضيوف المنتدى بمظهر لائق, وهذا المبلغ لا يكفي لإقامة أمسية شعرية نهائيا ولكن بالتكاتف والتعاون فيما بيننا استطعنا أن نتجاوز تلك العقبات. كذلك أمسيتان فقط لا تكفيان في عام كامل مما حدا بالمنتدى إلى المشاركة في المهرجانات والملتقيات التي تقام بالمنطقة بهدف تقديم الشعراء ومنحهم فرصة الظهور, واذكر في العام ما قبل الماضي بأن المنتدى الشعبي أحيا ما يتجاوز عشر أمسيات في عدد من الملتقيات, وكانت المشاركة تحت مسمى الجمعية وشعارها وبموافقتها، وحصلنا على العديد من دروع الشكر باسم مدير فرع الجمعية وسلمت له دون أن تقوم الجمعية بأي مجهود او مصاريف مادية.
وعن اكبر مسابقة قام به المنتدى الشعبي منذ تأسيسه قال العصيمي: في العام الماضي أقام المنتدى مسابقة كبيرة باسم (شاعر الدعوة) برعاية مكتب الدعوة والإرشاد بالخبر ونقلت على الهواء مباشرة عبر أكثر من قناة فضائية وكان شعار الجمعية هو شعار المسابقة وحصلنا من الجهة المنظمة على درع شكر للجمعية وسلم في احتفالية لمدير الجمعية فرع الدمام, وبعد تلك الانجازات زادت الضغوط على المنتدى.
واختتم العصيمي تصريحه بالحديث عن ردة فعل أعضاء وشعراء المنطقة حيث قال: وصلني عدد كبير من أصوات شعراء المنطقة والغيورين على هذا الموروث وأضم صوتي لأصواتهم ونناشد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بالوقوف مع شعراء المنطقة ومنحهم أحقية انتخاب رئيس مناسب للمنتدى الشعبي وقد اعتدنا منه “حفظه الله” على دعم الشعر والشعراء وتفهّم حاجاتهم وتذليل الصعاب لهم ويعلم الجميع بأن المنتدى الشعبي يجتمع فيه شعراء المنطقة كل يوم احد من كل أسبوع وتدار فيه النقاشات الأدبية والنقد البناء وتطرح الآراء وقد اعتاد شعراء المنطقة على ذلك منذ عشرين عاماً، وهم الآن في حيرة من أمرهم .. فقرار غير مدروس يشتتهم بهذه الطريقة. وضع محزن فعلا ولكن الأمل في الله “سبحانه وتعالى” ثم في أمير المنطقة لجمع شملهم من جديد وإعادتهم إلى مقرهم الذي تم تشطيبه وتأثيثه من جيوبهم الخاصة .. ومنحهم الفرصة لتعيين مشرف كُفء يرضاه الجميع، ويكون هدفه الأول والأخير خدمة الموروث وإبراز الشعراء الشباب بكل إخلاص.