الرياض الخميس 24 جماد الاخرة 1427هـ العدد 13905

ديوان مسافات العصيمي إضاءات لأفكار إبداعية لا اسمنتية

عرض – صبار العنزي:

من آخر الإصدارات الأدبية التي وزعت في الأسواق مؤخراً ديوان «مسافات» للشاعر ضاوي بن عايض العصيمي من القطع المتوسط وعدد صفحاته (165) صفحة قدم له الشاعر بقوله: لكل محبي الشعر ومتذوقيه وجمهوره أهدي هذا الديوان وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم ما ينال استحسان ورضا الجميع، وذكر المؤلف انه عمل بشري لا يخلو من التقصير مرحباً بالآرء النقدية والتوجيهية البناءة وقد استهل الديوان بقصائده الوطنية ومنها نختار لكم:

يابومتعب لك محبة في الضماير مستقلة

عشت يا عيون الفقير وعشت يا صقر العروبة

وعاش سلطان الفعول اللي تثبت بالأدلة

الوفاء والطيب والوقفات ساعات الصعوبة

وفي قصيدة أخرى:

يالله تديم الأمن وتعز الحكومة يا كريم

والمنحرف والمنصرف عنا بفعله تذهبه

نسألك في كل البقاع وبين زمزم والحطيم

اترجع الغاوي لرشده وان تمادى تنكبه

وفي نص أدبي متميز ينشد شاعرنا:

تستاهلين الخير يا دار الشرف يا طهر تراب

دار الرسالة والشهامة والكرم عنوانها

دار وهبها الله شباب أخير من خير الشباب

وتحية رجال ترخص الغالي من أجل أوطانها

وصارت رياض للمحبة والوفاء والعلم باب

أمن ورخا وارزاقها تنعم بها سكانها

وقد اختار العصيمي مسافات عنوان لعمله الإبداعي الجميل وكأنه من خلاله يضئ جنبات المطروح من أفكار بقالب إبداعي وبروح شعرية محلقة لا بطريقة البعض النظم الخاوي من المشهد القريب من الجدران الاسمنتية المتشابهة فشاعرنا له نهجه الخاص وتميزه ولعلنا نتجه للقصائد الاجتماعية لنرى كيف صور رؤاه عبر قصيدته «حكم» التي قال فيها:

من لا ينال الطيب في أول شبابه

ماظن يظفر به اليا عارضه شاب

ومن لا يميز في خطاه وصوابه

لو صاب مرة عشر مرات ما صاب

إلى قوله:

حاذور من جحر الخباره ودابه

ترى الوقاية خير من كل الأطباب

ولا تعترض لك عية تبتلابه

دامك معافى لا تعرض للانشاب

وللشاعر أيضاً قصائد زاخرة بثوب الأدب القشيب والروح الطريفة يقول في إحدى قصائده التي تداخل معها كثير من الشعراء:

الورع وامه يبون أشياء ضرورية

والتاجر احتدني من دون دكانه

يقول للفقر في نظرتك ماريه

ودفاتر الدين من شرواك مليانه

العمل يعد بالفعل إضافة للمكتبة الشعبية وللمهتمين في مجمع التراث الأدبي والتعمق في مصطلحاته ومعرفة أساليبه الشعرية والمؤلف شاعر متمكن من نص القصيدة ومتفرد عن الغير في نهجه وعطائه الأدبي واختم لكم عرضي لهذا العمل بهذه الأبيات من الديوان:

انتصر على المتابع بالجلاده والعزايم

ما تروضني مصاعب صمودي من قساها

ماثني الهامه واصارع واكتسب منها غنايم

واعترف روح التحدي والمثابر من جفاها

ما كسر عزمي وتصميمي شدايدها العظايم

ولا نقص من عزتي شح الطعام وقل ماها

مستحيل ارضخ واذل النفس لك لو كنت هايم

ومستحيل انكر واقول النفس ما تملك غلاها

كان لك عندي مكان في صميم القلب دايم

لك لحالك من بداية عرفنا لا منتهاها